تقع
في الجليل الأعلى شمال فلسطين ، تبعد عن حدود فلسطين الشمالية 29 كيلو
متراً وهي ذات موقع استراتيجي. حرصت جميع الغزوات الأجنبية على السيطرة
عليها، نظرا لوقوعها على طريق دمشق، وكونها عاصمة للجليل، بالإضافة إلى
أهميتها التجارية فقد كانت محطة من محطات البريد بين الشام ومصر. وصفد
مدينة كنعانية اسمها القديم صفت، أي العطاء، بنيت فوق بقعة في الجنوب
الغربي لجبل كنعان وترتفع فوق سطح البحر 389 م .
يحيط بها من الشمال مدينة مرجعيون ومدينة صور، ومن الجنوب بحيرة طبريا
وغور بيسان، ومن الشرق جبال زمود والجرمق. ومن الغرب عكا والبحر الأبيض
المتوسط .
ورد ذكرها في النقوش المصرية خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد بأنها
من مدن الجليل.
عرفت في العهد الروماني باسم صيفا وكانت محصنة ومركزا للقسس . في العصر
الإسلامي ورد ذكرها في القرن الرابع الهجري/ القرن العاشر الميلادي .
احتلها الصليبيون الفرنجة سنة 1140 وأقاموا فيها قلعة صفد الشهيرة،
التي كانت تسيطر على شمال الجليل، وطريق عكا، وطريق دمشق . استردها
صلاح الدين الأيوبي من الفرنجة سنة سنة 1188. تنازل عنها الصالح
اسماعيل صاحب دمشق سنة 1240، إلى الفرنجة " كعربون صداقة"، وتحالف ضد
الصالح أيوب في مصر، والناصر داوود بالأردن . استردها الظاهر بيبرس
المملوكي سنة 1266. في زمن المماليك، أصبحت صفد إحدى النيابات في بلاد
الشام، ومحطة بريد بين مصر والشام، ويصل إليها الحمام الزاجل في مصر .
سنة 1516م انتصر السلطان سليم الأول العثماني على السلطان قنصوة الغوري
المملوكي في موقعة مرج دابق، وخضعت صفد سنة 1517 للعثمانيين .
بتاريخ 24 أبريل (نيسان) 1948 احتلتها المنظمات الإسرائيلية المسلحة وطردت أهلها
الفلسطينيين إلى لبنان وسوريا .
بلغ عدد سكان مدينة صفد في عام 1922، 8761 نسمة، وبهذا ينخفض هذا العدد
عما كان عليه في عام 1908 حوالي 10000 نسمة، يرجع ذلك إلى الظروف
السيئة التي تعرض لها سكان المدينة من الأوبئة والمجاعات، وفي عام 1931
وصل عدد سكان المدينة إلى 9441 نسمة، وفي عام 1945 قدر عددهم 11930
نسمة، وفي أواخر عهد الانتداب البريطاني وصل عددهم إلى 13386 نسمة، أما
في عام 1948 فقد اجبر سكان المدينة على الهجرة حيث بلغ عدد سكان
المدينة 2317 نسمة، بسبب تدفق اليهود 1949 ليرتفع عددهم في عام 1954
على المدينة، حيث بلغ عددهم 4000 يهودي ثم ارتفع إلى 5500 نسمة عام
1950 ثم إلى 15000 نسمة عام 1966. |