مدن وقرى  قلقيلية

   

قلقليلة تقع عند نقطة التقاء السفوح الغربية لسلسلة جبال نابلس والطرف الشرقي لساحل التجمعات السكانية والحضارية الممتدة على طول الساحل الفلسطيني . هذا الموقع منح قلقيلية أهمية خاصة وأصبح نقطة التقاء بين مدن فلسطين شمالها وجنوبها وشرقها وغربها وهي نفس الأهمية التي حظيت بها قديماً ، يوم كانت محطة بارزة للقوافل التجارية تحط عند ينابيعها الرحال وذات الموقع جعل من قلقيلية نقطة انطلاق الكثير من الغزوات الحربية محطة سكة الحديد فيها والواقعة على الكيلو ( 82 ) من المحطة حيفا جعل منها أحد المحطات المعدودة المعتمدة على امتداد خط سكة الحديد الموصل بين الشام ومصر.
ترتفع قلقيلية عن سطح البحر ما معدله 60 إلى 75 متراً وتتألف من مرتفعات وتلال وهذا ما تبقى لها بعد اتفاقية رودس عام 1949 حيث فقدت معظم أراضيها السهلية .
وتشكل قلقيلة الآن عقدة مواصلات هامة لكثير من الطرق التي تربط المدن الفلسطينية شمالاً من طولكرم وحيفا وعكا واللد ويافا والمجدل وغزة في الجنوب الغربي ونابلس والقدس والخليل .
اسم قلقيلية يعود إلى ذلك العهد الكنعاني الذي يتصدّر قائمة العصور التاريخية التي عمرها الإنسان في هذه المنطقة . فيذهب بعض المؤرخين إلى أنّ أسم قلقيلية يعود إلى تلك الجلجالات التي تناثرت في فلسطين عند ملتقى السهل الساحلي وسفوح الجبال الغربية. وكلمة جلجال تعني في المعجم الكنعاني الحجارة المستديرة . ومن ثمّ أطلق على مناطق التخوم الحدودية. ولفظ الجيم سريعـاً ما يتحول وبسهولة إلى القاف فأخذ لفظ جلجاليا يلفظ قلقاليا وهو ما يؤكده المؤرخون حيث يقررون أن اسم قلقيلية يعود إلى القلعة اليونانية القديمة والتي أطلق عليها اسم " قلقاليا " . ومن المؤرخين من أشار إلى أن كلكيليا وهو ذات اللفظ الذي ينطق به الكثيرون من أبناء قلقيلية والمنطقة ، يعود إلى العهد الروماني .
كانت قلقيلية في عهد المماليك قرية من أعمال جلجوليا، وفي العهد العثماني أصبحت ناحية من نواحي قضاء طولكرم وعرفت باسم ناحية الحرم نسبة إلى حرم سيدنا علي، ورزحت قلقيلية كغيرها من المدن الفلسطينية تحت الحكم العثماني حتى وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وقد شارك سكانها إخوانهم في المدن الفلسطينية الأخرى. في مقاومة الاحتلال الإنجليزي والعصابات الصهيونية، وفي أعقاب حرب عام 1948 وتطبيق اتفاقية رودس للهدنة عام 1949 فقدت قلقيلية مساحة كبيرة من أراضيها الزراعية الخصبة التي تقع غرب خط الهدنة. وفي حزيران عام 1953 وقع اشتباك مسلح على الحدود صرح موشي دايان قائلاً: سأحرث قلقيلية حرثاً، وذلك بعد أن رأى بسالة أهلها. وفي مساء يوم 10 /10 /1956 شنت القوات الإسرائيلية عدواناً كبيراً على قلقيلية اشتركت فيه الطائرات والدبابات وراح ضحيته أكثر من 70 شهيدا.
 كان على قلقيلية أن تواجه واقعها المؤلم الجديد و انكماش أراضيها الزراعية و زيادة عدد سكانها منذ أوائل الخمسينات, إذ بلغ عدد سكانها الأصليين حسب تعداد 1961 نحو 9,000 نسمة و السكان اللاجئين إليها نحو 3,000 نسمة. فاضطر سكانها إلى التشمير عن سواعد الجد و بدؤوا يستصلحون الأرض الجبلية و يعدونها للزراعة و حفروا الكثير من الآبار للتعويض عن الآبار المفقودة.
أخذ عدد السكان يتزايد تدريجيا نتيجة الهجرة إليها من القرى المجاورة و اتسعت الرقعة العمرانية و تحسن نوع مبانيها فأصبحت مساكنها العصرية من الحجر الأبيض و الإسمنت. وبلغ مجموع الأبنية فيها عام 1961 نحو 2,121 بناء. و في عام 1971 ضمت قلقيلية 8 مدارس ومعهدا شرعيا و مسجدين و مركزا طبيا عدا المحلات التجارية الحديثة و المقاهي والأفران. و تتوافر فيها المرافق العامة الأخرى كشبكة المياه التي تصل إلى معظم بيوتها و الكهرباء والمسلخ الحديث. و تشرف بلدية قلقيلية عل إدراة شؤون البلدة التي أصبحت منذ عام 1965 مركزا قضائيا يحمل اسمها.
يقدر عدد سكان قلقيلية عام 1980 نحو 20,000 نسمة. يعمل معظمهم في الزراعة، و هي الوظيفة الرئيسية للمدينة. و تتركز زراعة الحبوب البعلية و اللوزيات و الخضر في المنطقة الشرقية, في حين تتركز زراعة الحمضيات و الخضر المروية في المناطق الغربية و الشمالية و الجنوبية. و يهتم السكان أيضا بتربية الثروة الحيوانية التي تقوم عليها صناعة منتجات الألبان. ومن أهم المنتجات الصناعية لقلقيلية المواد الغذائية كمنتجات الألبان و الحلاوة و الطحينية و زيت الزيتون و صناعة الصابون و الزجاج.