مدن وقرى  يافا

   

يافا مدينة تحتل موقعا طبيعيا متميزا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب من مصب نهر العوجا بحوالي 7 كيلو مترات وعلى بعد 60 كيلو متر شمال غرب القدس، وقد اسهمت العوامل الطبيعية في جعل هذا الموقع منيعا يشرف على طرق المواصلات والتجارة، وهي بذلك تعتبر احدى البوابات الغربية الفلسطينية، حيث يتم عبرها اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وافريقيا.
كانت مدينة يافا ميناء فلسطين الاول قبل أن ينهض ميناء حيفا ،حيث كان ميناء للتصدير والاستيراد، وقد صدرت من هذا الميناء الحمضيات والصابون والحبوب وتم استيراد المواد التي احتاجت إليها فلسطين وشرق الاردن مثل الاقمشة والاخشاب والمواد الغذائية .
انتشرت بساتين الحمضيات والفواكه والخضار حول المدينة واشتهرت مدينة يافا ببرتقالها اليافاوي الذي نال شهرة عالمية.
تأسست تل أبيب شمال مدينة يافا عام 1909 من قبل بعض الـيهود الـصهيونيين الذين هاجروا من شرقي أوروبا إلى مدينة يافا التي خضعت في ذلك الحين للسيطرة الـعثمانية. وفي المرحلة الأولى تأسست حارة واحدة كان اسمها "أحوزات بايت" على الأتلال شمالي يافا، وسمي الشارع الرئيسي لها باسم مؤسس الحركة الصهيونية, أي "شارع هيرتسل" (اليوم في المنطقة الجنوبية للمدينة). في 1910 قرر المؤسسون توسيع الحارة وجعلها مدينة، واختاروا اسم "تل أبيب" (أي "تل الربيع").
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 كانت في تل أبيب 140 مبنى. في ذلك العام قررت السلطات العثمانية اخلاء المدينة من سكانها مع اخلاء السكان اليهود من يافا. ولم يعودوا سكان تل أبيب إليها إلا بعد احتلالها من قبل القوات البريطانية التي قدمت من مصر في سنة 1917. وبعد إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين صارت تل أبيب أهم المراكز اليهودية في البلاد. وفي الثلاثينات توسعت تل أبيب وصارت مدينة عصرية ومركز تجاري.
تعرضت يافا كغيرها من المدن والقرى الفلسطينية للعدوان الصهيوني عام 1948 مما أدى الى تهجير معظم سكانها الذين لم يبق منهم حتى 18 نوفمبر (تسرين الثاني) 1948 سوى 3651 فلسطينيا تشردوا جميعا في العجمي ولم يسمح لهم بمغادرة هذا الحي إلا باذن خاص من السلطة الاسرائيلية.
وقد تدفق اليهود المهاجرون وقد ألحقت بمدينة تل أبيب، الامر الذي أدى الى تغيير بنيتها الداخلية ورمالها التاريخية وملامحها الحضارية، وحل الطراز الاوروبي في المعمار والتخطيط ولا يوجد الآن سوى الحي الغربي وحي العجمي اللذان احتفظا بطابعهما القديم .

ويسكن الآن في تل أبيب - يافا وضواحيهما حوالي مليون ومئتي ألف نسمة منهم 16 ألف عربي فلسطيني.