مدن وقرى  المجدل - عسقلان

   

تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد 21 كم شمال مدينة غزة ، وقد كانت على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي بسبب مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، وقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن . وفي العصر الحديث أصبحت محطة هامة لخط سكة حديد القنطرة حيفا، كما يمر بها الطريق المعبد الرئيسي الذي يخترق فلسطين من الجنوب إلى الشمال على طول الساحل .
عرفت مدينة عسقلان باسم اشقلون منذ أقدم العصور التاريخية، وقد ظهر اسمها مكتوبا لأول مرة في القرن التاسع عشر في الكتابات الفرعونية، كما ظهرت في رسائل تل العمارنة المصرية التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، واستمر حتى العصر الهليني 232 - 64 ق.م . إلى إن تحول إلى اشكلون واستمر حتى الفتح الإسلامي، وورد كذلك في كل المصادر التاريخية. أما لفظ عسقلان فطبقا لما ورد في لسان العرب يعني أعلى الرأس كما جاء فيه إنها بمعنى الأرض الصلبة المائلة إلى البياض. وقد أورد الأستاذ مصطفى الدباغ أن اسم عسقلان هو عربي كنعاني الأصل بمعنى المهاجرة .
أما المجدل فهي كلمة آرامية بمعنى البرج والقلعة والمكان المرتفع المشرف للحراسة، وفي فلسطين أماكن كثيرة تسمى المجدل منها : مجدل عسقلان نسبة إلى آثار مدينة عسقلان الملاحقة لها وتميزا لها من أسماء بعض القرى العربية الأخرى التي تحمل الاسم نفسه .
تعد مدينة عسقلان من أقدم مدن فلسطين، وقد دلت الحفريات المكتشفة على أنها كانت مأهولة منذ العصر الحجري الحديث في عصور ما قبل التاريخ، لقد عثر على بقايا أكواخ دائرية يتراوح قطرها ما بين متر إلى متر ونصف على شكل أجراس ، كما عثر على أدوات مصنوعة من العظم وأواني حجرية وزينات صدفية وبقايا هياكل حيوانات .
كان الملك الآشوري بلاصر أول من هاجم عسقلان في حملته على فلسطين سنة 731 ق.م. ولم ينته الحكم الآشوري لعسقلان إلا على يد نبوخذ نصر (602 – 562 ق.م) استولى الإسكندر المقدوني على مدينة عسقلان سنة 332 ق.م . وسرعان ما تنافس عليها ورثته في الحكم فخضعت المدينة تارة للبطالمة وتارة أخرى للسلوقيين .
فتحت عسقلان في عام 633 على يد معاوية بن ابي سفيان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
ومنذ العام 1124بعد سقوط صور بيد الصليبيين بقيت عسقلان معقلاً وحيداً على الساحل وتصدت لهجماتهم المتكررة إلى أن سقطت بيدهم سنة 1153.
حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187 من الصليبيين، ولكنهم عادوا واحتلوها مرة ثانية على يد " ريتشارد قلب الأسد " عام 1192 بعد سقوط عكا بأيديهم.
إلا أن صلاح الدين قبل انسحابه من المدينة أمر واليها بهدم المدينة وسورها حتى لا تكون حصناً للفرنجة يقطع الطريق بين مصر والشام .
وبعد هذا بدأ نجم عسقلان في الأفول إلى أن دمرت نهائياً سنة 1270 م على يد السلطان الظاهر بيبرس، لتسلم الدور التاريخي إلى المجدل التي تقع على بعد 6 كم إلى الشمال الشرقي منها.
بدأت المجدل في التوسع أواخر العهد العثماني وبداية الانتداب البريطاني وقد شهدت أحداثا وطنية عززت من مكانتها كمدينة متطلعة إلى المستقبل .
دخلتها القوات البريطانية في 9 نوفمبر (تشرين الثامي) 1917 بعد انتصارها على القوات التركية .
في حرب 1948 تقدمت القوات المصرية ودخلت المجدل بتاريخ 21 مايو (أيار) 1948 وتابعت سيرها ودخلت اسدود في 29 مايو (أيار) 1948 ومن ثم تقدمت باتجاه الشرق ودخلت عراق سويدان والفالوجا، وبذلك أصبح قضاء المجدل بكامله تحت سيطرة القوات المصرية .

وبتاريخ 15 أكتوبر (تشرين الأول) 1948 بدأت القوات الصهيونية بتنفيذ خطتها العسكرية ( يؤاب ) واستولت على منطقة المجدل .
لم تتوفر معلومات عن عدد سكان المجدل قبل احتلالها عام 1948 إلا ان عدد السكان فيها تضاعف في الفترة ما بين 1930 –1945 وقدر سكانها عام 1948 بنحو 13000 نسمة.

تعتبر المجدل اليوم من أهم مدن فلسطين الجنوبية حيث تشكل مركزاً صناعياً وزراعياً إذ يوجد بها مصانع للأنابيب والأسمنت وآلات صناعة النسيج والبلاستيك ومركزاً لقياس الإشعاعات النووية ومصانع للأدوات الإلكترونية والطبية والسيارات وأجهزة التبريد والتدفئة والأثاث الخ وهي مركز سياحي يجتذب العديد من السياح لقضاء الإجازات وفيها عشرات الفنادق والمطاعم والحدائق هذا بالإضافة إلى كونها ميناء بحري هام. ولقد قامت إسرائيل بإلغاء اسم المجدل وأطلقت عليها اسم عسقلان "اشكلون". وبلغ عدد سكانها في 2005 حوالي 117 ألف كلهم من اليهود.