عكا
تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال فلسطين في أقصى شمال خليج
عكا يحيط بها سهل واسع خصب.
كان ازدهار عكا مرتبطاً دوما بموقعها الجغرافي، فهي مرفأ طبيعي معد
بصورة جيدة، وهي أيضا محطة لجميع القوافل الآتية من الشمال ومن
الشرق ومن مصر.
بدأت كميناء كنعاني ، وعرفت عكا بصناعة الزجاج والأصبغة الأرجوانية
الملوكية، إحتلها وحكمها سلسلة طويلة من الغزاة.
عام ٢٠٠٠ ق.م. تقريبا ذكرت المدينة لأول مرة في نصوص مصرية (الأسرة
الحادية عشرة أو الثانية عشرة) ثم ظهرت في رسائل تل العمارنة. وعلمنا من النصوص السابقة الذكر أن المدينة كانت في ذلك الحين مركزا
كنعانيا مزدهرا.
وقعت المدينة في أيدي الفينيقيين في القرن الثالث عشر ق.م. ولم تتمتع
المدينة بأهمية تذكر في هذه الفترة.
احتل الجيش الاسلامي
مدينة عكا عام 636 م في عهد الخليفة عمر بن
الخطاب، وقد دمرها
البيزنطيون بالكامل سنة 694 م. وبعد ذلك قام العرب بترميم مدن الساحل
التي دمرها البيرنطيون وأعادوا للمدينة
اسمها الأصلي "عكا". واستمر
الحكم العربي لعكا حوالي 470 سنة حتى مجئ الاحتلال الصليبي.
إثر احتلال الصليبيين
القدس في ١٠٩٩م اهتموا بتأمين موانئها. وبعد احتلال يافا عام ١١٠٤ كان
أول ما قام به ملك القدس بلدوڤين الأول هو احتلال عكا بمساعدة أسطول
جينوى جاعلا منها أهم موانئ فلسطين.
أدت الهزيمة التي تعرض
لها الصليبيون على يد صلاح الدين في معركة حطين إلى سقوط المدينة لفترة
قصيرة بأيدي المسلمين. ولما أعاد ريتشارد قلب الأسد احتلالها جعلها
عاصمة المملكة الصليبية طيلة قرن من الزمان بدلا من القدس التي لم
يتمكنوا من استعادتها. استردها السلطان الملك الأشرف من الصليبيين
ودمرها بعد أن ذبح المسيحيين بشراسة. بدأت عكا في تلك الحقبة فترة
انحطاط تدريجي حولت المدينة إلى قرية معزولة للصيادين طيلة ٥٠٠ عام.
فشل
نابليون في احتلالها خلال حملته على الشام بعد حصار طويل سنة 1799.
فقدت المدينة أهميتها في القرن التاسع عشر ودخلت فترة من الانحطاط التدريجي
بسبب تفشي الرمال في مينائها وبناء ميناء حيفا المجاور.
بتاريخ
17 مايو (أيار) 1948 سقطت في أيدي الإسرائيليين. قسم من المواطنين غادر
المدينة متوجهًا نحو لبنان وبقي فيها ما بين 15
إلى 16 الف شخص.
يعيش
فيها 45600 نسمة حسب الاحصاءات التي أجريت سنة 2003. |